Accueil
Envoyer à un ami
Imprimer
Grand
Petit
Partager
INTERNATIONAL

La guerre contre Beni Walid demasque le vrai visage des nouveaux dirigeants en Libye


Alwihda Info | Par - 21 Octobre 2012



L'armée libyenne à Tripoli se prépare à un déploiement à Bani Walid, le 18 octobre 2012  afp.com/Mahmud Turkia
L'armée libyenne à Tripoli se prépare à un déploiement à Bani Walid, le 18 octobre 2012 afp.com/Mahmud Turkia

الحرب علىبني وليد.. تنزع القناع وجه حكّام ليبيا القبيح!.

مضى قرابة العام ونيف على مقتل اللواء عبد الفتاح يونس رئيس أركان جيش 17فبراير ! ولم يحرّك ما كان المجلس الانتقالي السابق وحكومتيه التنفيذية والانتقالية ساكناً ، عدا سكب قطرات من دموع التماسيح ، وتصريحات كاذبة ، وبعض الإجراءات الروتينية التي لاتتناسب مطلقاً مع حجم حادثة قتل بشعة راح ضحيتها رئيس الأركان وأثنان من ضباط جيشه ! في لحظة حرجة كادت تقلب الموازين لولا تعقّل أهالي الضحايا الذين تم استغفالهم باسم المحافظة على اللحمة الوطنية ، وخذاعهم بوعود وهمية بتحقيق العدالة والقصاص للضحايا!. غير أنه والى حينه لازال قتلة اللواء عبد الفتاح يونس ورفيقيه يصولون ويجولون بطول البلاد وعرضها دون أن يعترضهم أحد!. الأمر الذي شجّع عصابات القاعدة المنظوية تحت لواء كتائب ثوار 17فبراير ! على ارتكاب المزيد من جرائم الاغتيال بحق العشرات من كبار ضباط جيش وشرطة17 فبراير. ناهيك عن جرائمهم الشنيعة بحق المدنيين في مختلف المدن الليبية. وصل الأمر الى حد تفجير مقار المحاكم والنيابات ومراكز الأمن والشرطة وقتل حراسات البوابات الأمنية ، وتعداها الى الأعتداء المسلح على البعثات الأجنبية وقتل السفراء والدبلوماسيين الأجانب بل وصل البغي بهذه المليشيات التي تستظل بلافتة ثوار 17 فبراير الى حد اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين المدنيين وقتلهم بدم بارد. والمصيبة الأكبر هي تجاهل المؤتمر الوطني العام وحكومته كل هذه الجرائم الشنيعة التي ارتُكبت بحق الوطن والمواطن.
المفارقة هنا هي تبني شلة من اعضاء المؤتمر الوطني العام لواقعة وفاة المواطن المصراتي عمران شعبان الذي توفي متأثرا بحراحه بعد شهرين تقريبا من تعرضه لحادث مروري حينما انقلبت سيارته جراء تبادله لإطلاق نار بمنطقة اشميخ ببني وليد مع دورية حراسة أمنية. حيث استغلت هذه الطغمة الباغية المتحكمة في ليبيا اليوم تلك الحادثة بغية غرس أنيابها السامة في جسد الوطن الليبي الجريح وتصفية حسابات قديمة لأتباع سويحلي مصراته مع أهالي بني وليد !. فقد استغل حفيد السويحلي المدعو عبد الرحمن السويحلي عضويته بالمؤتمر الوطني العام ورئاسته للجنة الدفاع والأمن بالمؤتمر واستخدم حادثة وفاة المعني (عمران شعبان) خلال غياب رئيس المؤتمر الوطني العام الدكتورالمقرف خارج البلاد ، وتولي نأئبه الأول المصراتي جمعة اعتيقة رئاسة المؤتمر ، حيث انتهزت شلة مصراته من أعضاء المؤتمر بزعامة ( عبدالرحمن السويحلي وصلاح بادي وحسن الأمين)الفرصة وجيّشوا معهم زمرة الحاقدين على قبيلة ورفلة ، وفرضوا على بعض اعضاء المؤتمر تمرير قرار تنفيذي معيب ـ رقم 7 لسنة 2012 ـ هدفه الحقيقي الترخيص لمليشيات مصراته المسلحة للاقتصاص من أهالي بني وليد باسم شرعية الدولة!. مع ان القرار المشار اليه مطعون في صحته من ناحية قانونية ! فضلا عن انه قد صدر تحت تهديد مليشيات مصراته المسلحة التي كانت تحاصر مقر المؤتمر الوطني العام . والتي تمادت في الاستهتار بالمؤسسة التشريعية المنتخبة من الشعب الليبي الى حد وصف اعضاؤها بالأوباش حسبما جاء على لسان احد منظمي مظاهرة مليشيات مصراته أمام مقر المؤتمر الوطني والذي هددهم على الملا بضرورة استصدار قرار يشرعن لمليشيات مصراته غزو بني وليد واحتلالها!.(منقول من قناة توباكتس المصراتية).
يخطئ من يظن أن القرار رقم 7 لسنة2012 قد صدر من أجل عمران شعبان ، وليعلم من لايعلم بأن المعني مكث جريحا بمستشفى بني وليد حوالي شهرين ، ولم يحرك أياً ممن يتزعمون المشهد الآن ساكنا رغم علمهم بأن بني وليد وأهلها خارج دائرة اهتمام حكومتهم منذ أن نُصبت وينقصها كل شئ ، فاذا كان فعلا يعينهم أمره فلماذا لم يتدخلوا ويبدلوا جهودهم من أجل نقله لمستشفيات مصراته او طرابلس؟!. وإذا ماكان المعني فعلا جندي باحتياطي الجيش الليبي! فلماذا لم تتدخل آنذاك رئاسة أركان هذا الجيش المزعوم من أجل نقله للعلاج باحدى مستشفياتها العسكرية ! ولماذا يتولى أمره مليشيات مصراته ومجلسيها المحلي والعسكري وأعيانها بدلا من رئاسة اركان الجيش؟!فهل يعقل أن رئاسة أركان أي جيش تهمل احد جنودها جريحا بمستشفى منطقة نائية كابني وليد ولا تكلف نفسها حتى مجرد زيارته بالمستشفى؟! وهل ياترى رئاسة الأركان كانت في حاجة لقرار من المؤتمر الوطني لزيارة احد جنودها الجرحى او نقله لمستشفى أخر؟! خاصة وأن رئاسة الأركان ذاتها هي الجهة التي تمتلك القوة المسلحة التي خوّلها المؤتمر الوطني العام لتنفيذ قراره رقم 7 لسنة 2012 بالقوة؟! وهي رئاسة الأركان ذاتها التي جيّشت عشرات الآلاف من مليشيات مصراته ومليشيات عصابات اجرامية أخرى مأجورة لدى مصراته! وسلّحتها بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وكلّفتها بمحاصرة أهالي بني وليد وقصفهم بالصواريخ والمدفعية المحملة بالذخائر الفسفورية والغازية السامة!. وفي ذلك ما يدل على ان أمر المعني(عمران شعبان) لايعنيها وهي ليست مسؤولة عليه!. وهذا هو الأقرب للتصديق إذ أنه لايمكن أن تكون رئاسة الأركان تتعامل مع جنود جيشها بمنطق القول الشعبي المأثور " لما حي ما عطوه ابليحه ولما مات حطو على قبره عرجون" !.
وهنا نتساؤل كيف يمكن تفسير عدم اهتمام رئاسة الأركان بالمعني عندما كان طريحا بالفراش ، بينما بعد وفاته تُحشد عشرات الآلاف من عناصرالمليشيات المسلحة الذين تحركهم نزعة قبلية انتقامية وتكلفهم بمحاصرة واقتحام بني وليد !. ولماذا لم يحرك كل هؤلاء ساكنا ضد المليشيات الارهابية المشبوهة وهي تقتل كبار ضباط جيش 17 فبراير واحدا تلو الأخر؟! والتي قتلت بدم بارد عشرات المتظاهرين السلميين في بنغازي ، ناهيك عن ماترتكبه معظم المليشيات المسلحة من جرائم بشعة بحق المواطنيين في مختلف المدن الليبية؟!. أم أن القائمين على الحكم في ليبيا اليوم يخشون مواجهة امراء الحرب ويتعامون عمّا يفعلونه تماشيا مع منطق القول الشعبي المأثور " أخطى رأسي وقص "!.
وسأستعرض هنا بعض المواقف المتضاربة والمتناقضة الصادرة عن المؤتمر الوطني العام ورئاسة الأركان العامة حيال الأعتداءات التي يتعرض لها أهالي مدينة بني وليد ، فقد صرّح رئيس المؤتمر الوطني العام الدكتور المقريف بتاريخ 10/9/2012 لقناة توباكتس المصراتيه حول زيارته لمدينة بني وليد قائلاً " ... استقبلنا استقبال في منتهى الدءف في منتهى العفوية في منتهى الصدق ومنتهى الحنية. وعبروا لنا بما لايدع مجال للشك بولائهم للدولة وللسلطة التي يمثلها المؤتمر الوطني واعترافهم بشرعية الدولة وثورة 17 فبراير وحماستهم لها وتأييدهم لها.". وواصل قائلاً "... بادرونا عن التعبير بهذه المعاني :التلاحم الوطني ، الوحدة الوطنية ، ارتباط بني وليد بالوطن والثورة والشرعية بدون أي شروط أكدوها متحدث وراء متحدث وراء متحدث.".
وفي الصدد ذاته وفي نفس اليوم صرّح الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام خلال مؤتمره الصحفي اليومي قائلاً "... بينوا بالمقام الأول أنهم تحت شرعية الدولة وأنهم يدينون بالولاء التام بعد الله للمؤتمر الوطني وأنهم يدعمون المؤتمر الوطني ويدعمون الحكومة الحالية وسيدعمون الحكومة القادمة وأنهم تحت رهن واشارة المؤتمر الوطني...".
ما ورد دكره أعلاه هو نقل حرفي لما صرّح به رئيس المؤتمر الوطني العام ، والناطق الرسمي للمؤتمر بتاريخ 10/9/2012 ، حيث اعلنا على الملا بأن بني وليد وأهلها يقرون بشرعية المؤتمر الوطني وحكومته الحالية والقادمــــــــة! فهل بعد كل هذا يجوز التشكيك في ولاء أهل بني وليد للدولة وللسلطة التي يمثلها المؤتمر الوطني؟!.
أما بخصوص مواقف رئاسة أركان الجيش الليبي المزعوم! فقد نشرت صحيفة قورينا الجديدة في عددها الصادر بتاريخ 5/10/2012 ، خبر حول بيان صادر عن رئأسة الأركان العامة جاء فيه " وقالت رئاسة الأركان العامة في بيان- إنها شرعت في اتخاذ الإجراءات الكفيلة لتنفيذ هذا القرار، وذلك بتمركز بعض القوات التابعة لها حول المدينة التي يوجد فيها المطلوبون، وقد أمرت جميع العناصر المكلفة بتنفيذ هذه المهمة والالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني، والالتزام الدقيق بالأوامر التي تصدرها رئاسة الأركان بالخصوص، وعدم القيام بأي عمل يخالف هذه التعليمات.".
كما نشرت نفس الصحيفة(قورينا الجديدة) في عددها الصادر بتاريخ 8/10/2012 ، خبر يقول "بدأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والقوات المسلحة الليبية عقد دورتين تدريبيتين لعدد من ضباط القوات المسلحة حول القانون الدولي الإنساني في الفترة مابين 7 و 18أكتوبر 2012 في قيادة أركان القوات المسلحة ويقوم على الدورتين عدد من المتخصصين من خبراء اللجنة حيث تستمر كل دورة لمدة خمسة أيام.".
والمهم هنا ملاحظة التناقض الصارخ بين ما جاء في الخبر الأول الذي يعلن بأن رئاسة الاركان العامة قد أمرت قواتها التي تحاصر وتهاجم مدينة بني وليد بضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي الانساني. وهذا يعني أن رئاسة الأركان العامة متأكدة بأن عناصر هذه القوات على معرفة تامة بقواعد القانون الدولي الانساني ومدربين على تنفيذ مهام قتالية في ظل مراعاة قواعده. غير أن ما جاء في الخبر الثاني يشكك في صحة ما تدّعيه رئاسة الأركان العامة حيت يكشف لنا بأن الجيش الليبي مازال في بداية الطريق لأعداد مدربين لتعلم كيفية مراعاة قواعد القانون الدولي الانساني . فكيف يمكن لجيش مازال في بداية مشواره لتدريب ضباط القيادة والأركان على احترم قواعد القانون الانساني ان يأمر جنوده بمراعاة قواعد يجهلها قادته. لست أدري إن كانت رئاسة الاركان اضافت هذه الجملة في بيانها من باب الالتزام الشكلي بحكم الاتفاقية الموقعة مع منظمة الصليب الاحمر !. او أنها تحاول نفض يدها مقدماً من تحمل مسؤولية أي تصرفات خاطئة التي قد يرتكبها جنودها وبالتالي تجعل منهم اكباش فداء.! وسوف تتخلى عنهم وتحمّلهم مسؤولية أفعالهم أمام محاكم الحرب والجنايات الدولية. خاصة وأنه من الصعب تصديق بأن هؤلاء الذين يحاصرون ويقصفون أهالي بني وليد لديهم أدنى معرفة بقواعد القانون الإنساني وقوانين الحرب واتفاقيات حقوق اسير الحرب الدولية.
و بتاريخ 12/10/2012 نشرت صحيفة ليبيا المسقبل خبرا يقول ".....شدد العقيد الشيخي في حديث له نقله التلفزيون الليبي الرسمي التأكيد على أن مهمة هذه القوات حتى الآن تقضي بمراقبة الطرقات ومنع دخول الأسلحة والدخائر وبعض المواد الممنوعة الأخرى التي قد تستخدم ضدها.".كما جاء فيه أيضاً " ....وأعرب عن تطلع رئاسة الأركان إلى النتائج التي ستسفر عنها المصالحة الوطنية وجهود الحكماء وأن تؤتي ثمارها قبل القيام بأي عمل عسكري في المدينة.".
أنظروا بالله عليكم إلى دناءة أخلاق أصحاب صنع القرار في ليبيا اليوم! وتمعنوا في العبارة التالية " ... وبعض المواد الممنوعة الأخرى التي قد تستخدم ضدها." طبعا ً العقيد الشيخي يعتقد أنه يتشاطر على الليبيين ويمكنه دس السم في العسل ، وهنا نقول له أن عبارتك هذه ستجعلك عرضة للمساءلة تحت طائلة القانون الدولي الإنساني ، ذلك أنك بهذا القول إنما تبيح للمليشيات التي تحاصر بني وليد أن تُطبق الحصار على أهلها بمنع إدخال المواد الإسعافية والدوائية واسطوانات الأكسجين الطبي والوقود والغاز وغيرها من المواد الأساسية التي ستزعم مليشياتك أنها ستعود بالفائدة على خصومهم !. وهذا ما حدث فعلا . وبالتالي ستتحمل أنت ورئيس أركانك مسؤولية ما نجم عنه من أضرار بأهالي بني وليد!.
واذا كانت حقاً مهمة قواتك المزعومة تنحصر في مراقبة الطرقات المؤدية لمدينة بني وليد ! فمن تتبع المليشيات المسلحة التي تحاصر مدينة بني وليد وتقصف أهلها منذ 2/10/2012 بصواريخ غراد ومدافع الهاوزر و تصب فوق رؤوسهم حمم القذائف الفسفورية والغازات المحرّمة دولياً !. مما نجم عنه استشهاد العشرات وجرح المئات من أطفال ونساء ورجال بني وليد. في ظل تعتيم اعلامي وصمت مُطبق من المؤتمر الوطني العام وحكومته ، ألا تباً لكم وخسئتم جميعاً أيها العابثون بدماء الشعب الليبي.
وبتاريخ 18/10/2012 نشرت وكالة الأنباء الليبية خبر يقول" أعلنت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي أمس الاربعاء ، عن استعدادها لدخول وحدات نظامية من الجيش الليبي إلى مدينة بني وليد والتمركز بها واستلام المطلوبين للعدالة . وأكدت رئاسة الأركان - في بيان لها تسلمت وكالة الأنباء الليبية نسخة منه - أن هذا الاعلان جاء بناء على زيارة وفد حكماء ليبيا إلى مدينة بني وليد ونقلهم أستعداد المدينة والتزام المجلس الاجتماعي بتنفيذ قرار المؤتمر الوطني العام رقم (7) ، واستعدادهم لتسليم المطلوبين ودخول قوات الجيش النظامية والتمركز بالمدينة ... وأهابت رئاسة الاركان العامة بالجميع إلى ضبط النفس وتمكين الوحدات النظامية للجيش الليبي من بسط سيطرة الدولة .".
وبالتمعّن في ماجاء به بيان رئاسة الأركان العامة نجد أن للجيش الليبي وحدات نظامية وان رئاسة الأركان مستعدة لإرسالها الى مدينة بني وليد تلبية لرغبة حكماء ليبيا الذين عبروا عن التزام المجلس الاجتماعي لبني وليد بتنفيذ القرار رقم (7) واستعدادهم لتسليم المطلوبين ودخول قوات الجيش النظامية والتمركز بالمدينة. مع انه وحسبما نقلته قناة العاصمة الفضائية فان مكتب النائب العام نفي اصداره قوائم بإسماء مطلوبين في بني وليد ؟!! والجدير بالملاحظة هنا هو طلب رئاسة الأركان العامة في بيانها من الطرفين بضبط النفس! وهذا يعني أن رئاسة الأركان ليست بذاتها طرف في مايجري من حصار وقصف على أهالي بني وليد. إذن من هي هذه المليشيات التي تختفئ وراء مايسمى درع ليبيا ؟! وإذا ما كان هذا الدرع يتبع فعلا لرئاسة الأركان فكان من الأجدر أن تأمره بضبط النفس لأنه تحت إمرتها بدلا من أن تدعوه!.
 
وفي نفس اليوم 18/10 2012 ، أصدر المكتب الإعلامي لرئيس المؤتمر الوطني العام تصريح صحفي حول تداعيات الموقف في منطقة بني وليد جاء فيه " ... يُعرب رئيس المؤتمر عن استياءه البالغ من التصعيد المسلح الذي اتخذه الموقف العام للأحداث في بني وليد ، وما ترتب عنه من نشوءِ أوضاع إنسانية تتطلب تجديد الالتزام بتوفير المساعدات الإنسانية للمتضررين ؛ حيث يسير ذلك بالتوازي مع إعادة التأكيد على أولوية وضرورة إيجاد حلٍ سلمي ٍّ للتصعيد الحالي ، وإقرار وقفٍ عاجلٍ لاستخدام السلاح المتبادل...".

وفي ليلة نفس اليوم (18/10/2012 ) نشرت وكالة الأنباء الليبية خبر مفاده " نفت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي صدور أية أوامر أو تعليمات منها بشأن اجتياح أو تمشيط منطقة بني وليد ... وأكد مصدر برئاسة الأركان في تصريح لوكالة الأنباء الليبية اليوم الخميس ، أن الرئاسة لم تصدر أيه أوامر بهذا الصدد ، مفندا ما تروجه بعض وسائل الأعلام والمواقع الالكترونية بهذا الخصوص ."

والله أنه لشئ عجاب : العالم بأجمعه يشهد بأن أهالي مدينة بني وليد محاصرون بداخلها من قبل مليشيات مسلحة تعد بعشرات الآلاف منذ ثلاثة أسابيع ويقصفون بالصواريخ ومدافع الهاوزر بالدخائر الفسفورية والغازية السامة ، وسقط منهم عشرات الشهداء ومئات الجرحى من الأطفال والنساء والرجال ! ورئاسة أركان الجيش الليبي لاتحرك ساكنا!. وتفاجئنا الآن لتعلن بدون خجل أنها لم تصدر أية أوامر او تعليمات بشأن اجتياح او تمشيط منطقة بني وليد!. وهذا اعتراف صريح بأن ما يتعرض له أهالي بني وليد من قصف صاروخي ومدفعي يعد عمل عدواني على جزء من التراب والشعب الليبي وبالتالي من واجب رئاسة أركان الجيش الليبي التدخل لحماية بني وليد وأهلها.إذن لماذا تقعست رئاسة الأركان العامة عن القيام بواجب الدفاع عن بني وليد وأهلها وتركتهم فريسة تنتهشهم دئاب مليشيات مصراته والعصابات المأجورة لديها ؟! وما هو الموقف الاخلاقي والقانوني لوزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة للجيش الليبي حيال عشرات الشهداء ومئات الجرحى من أهالي بني وليد ؟!.
 
وفي نفس ليلة الخميس الموافق 18/10/2012 صرّح الناطق الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة العقيد الشيخي، لقناة مصراته الفضائية قائلا " ... وأنا كنت الآن مع فريق عمل برئاسة الأركان ، جلسنا مع الصليب الأحمر لكي يدخلوا غدا بأذن الله الى منطقة بني وليد لأغاثة الأهالي هناك ...". والله أنه لغريب أمر من يتحكمون في ليبيا اليوم ! أيعقل أن يقوم الصليب الأحمر بأغاثة أهالي بني وليد ، بينما تكتفي رئاسة أركان الجيش الليبي المزعوم بإرسال أرتال طويلة لمليشيات مدججة بأعتى انواع السلاح الثقيل لمحاصرة وقتل أهالي بني وليد!. أليس أهالي مدينة بني وليد مواطنين ليبيين ومن حقهم على حكومتهم أن تهتم لشئونهم؟!!.. لكن لاعجب ! فمن استجدى الصليبيين لتحريره ! فلن يضيره أن يركن للصليب الأحمر في إغاثة شعبه !.
أما على صعيد جهود المصالحة الوطنية، قام وفد كبير من حكماء ليبيا على رأسه شيوخ وأعيان قبائل برقة يوم 13/10/2012 بزيارة مدينة بني وليد ، يرافقه بعضاً من الاعلاميين وممثلي منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية الليبية والدولية. وقد اتفق وفد حكماء ليبيا مع أعيان بني وليد والمجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة ببني وليد على حل سلمي لكل المسائل العالقة بين مدينتي بني وليد ومصراته ، وصيغة تنفيذ القرار رقم 7 لسنة 2012 . هذا وقد شهد وفد حكماء ليبيا بأن المدينة لايوجد بها أية مظاهر مناوئة وانها تحت شرعية الدولة. وانما تحس بالتهميش ولها مطالب مشروعة.ولكن للأسف يوم 14/10/2012 فوجئ الجميع ببيان لنائب رئيس المجلس المحلي مصراته يقول فيه " أن مصراته ترفض الشروط التي جاء بها وفد شيوخ برقه". لذا وفي ظل موقف أعيان مصراته السلبي لم يتمكن وفد الحكماء من زيارة مصراته إلا بعد جهد جهيد وعند وصول الوفد الى هناك يوم17/10/2012 فوجئ بأن المجلس المحلي بمصراته قد استدعى بعض من رؤوساء واعضاء مجالس محلية لقبائل متحالفة مع مصراته وجمعهم في مؤتمر عام هدفه الحقيقي أفشال جهود المصالحة ، حيث تطاول بعض السفهاء على شيوخ وأعيان برقة مما أضطرهم للعودة للعاصمة طرابلس في نفس اليوم، وأبلغوا المؤتمر الوطني العام بالأمر ، ولكن رئاسة المؤتمر العام لم تعد جادة في دعم جهودهم ! بسبب خضوعها لنفوذ اللوبي الذي يتزعمه عبدالرحمن السويحلي بالمؤتمر الوطني العام!.الأمر الذي دفع بوفد المصالحة للاعتصام أمام مقر المؤتمر الوطني العام واصداربيان رسمي يعلن فيه بأن تشكيلات غير نظامية تحاصر وتقصف بني وليد ، ويطالب النائب العام بملاحقة امراء تلك الكتائب ، ويطالب بعدم تمكين أي مدينة من لعب دور شرطي ليبيا. ومع ذلك لم تلاقي جهود الوفد استجابة تدكر من المعنيين بالمؤتمر الوطني العام مما أضطرالشيخ حسين عبيدة الحبوني رئيس لجنة المصالحة الوطنيةالليبية للتصريح يوم 19/10/2012 لقناة بي بي سي بالقول ان جهود المصالحة لحل النزاع في بني وليد تعثرت.وان اطرافا داخل المؤتمر الوطني العام اعاقت جهود المصالحة وتتبني الخيار العسكري.
الشعب الليبي في معظمه يشكك في صحة رواية مصراته حيال مايجري ضد بني وليد ، ومن تبنى العملية العسكرية ضد بني وليد في دوائرصنع القرار بالمؤتمر الوطني العام و رئاسة الأركان العامة ووزارة الداخلية معظمهم من أصول قبيلة مصراته مما يبرهن بما لايدع مجال للشك بأنها ليست سوى حرب ثأرية تشنها قبيلة مصراته ضد أهالي بني وليد . بدليل أن صلاح بادي عضو المؤتمر الوطني العام عن مصراته ، الذي حالما انتزعت شلة مصراته القرار رقم 7 لسنة 2012 المطعون في مشرعيته القانونية ، ترك(صلاح بادي) مقعده بقاعة المؤتمر شاغرا ، وانتقل مسرعا لمدينة مصراته ومعه هذا القرار المعيب و بدأ يعد العدة لشن حرب مصراته الثأرية ضد بني وليد وهو أول من فتح النار على الأحياء السكنية بمنطقة المردوم ببني وليد بتاريخ 2/10/2012 ، واستمر يقاتل أهالي بني وليد مع مليشيته الى أن اُصيب بجروح متوسطة يوم أمس الجمعة الموافق 19/10/2012 حسبما أظهرته شاشات قنوات مصراته الفضائية. وهنا العديد من التساؤلات تفرض نفسها : فهل من اللائق أن يتحول عضو بالمؤتمر الوطني العام من شخص مشرّع يصنع القوانين الصالحة للشعب الليبي الى مليشياوي يقاتل أبناء شعبه ؟! تم أليس في اشتراكه في الحرب ضد أهالي بني وليد ما يدلل بشكل قاطع على أن ما يجري ضد أهالي بني وليد هو حرب مصراتيه قبلية بأمتياز؟!وكيف سيكون الموقف الاخلاقي والقانوني للمؤتمر الوطني العام في حال ملاحقة المعني جنائياً بتهمة اشتراكه في جريمة القصف الصاروخي العشوائي على الأحياء السكنية ببني وليد وقتل العشرات وجرح المئات من أطفال ونساء ورجال أهالي بني وليد وهدم بيوتهم فوق رؤوسهم؟!.

أعتقد امراء مليشيات مصراته الإجرامية أنه وبعد حصار وقصف بني وليد لثلاثة أسابيع بصواريخ غراد ومدافع الهاوزر والدبابات ، فلن يكون بمقدور أهالي بني وليد الصمود في وجه الآف العربات الصاروخية والرشاشات متوسطة وطويلة المدي مصحوبة بعشرات الآلاف من الدئاب المسعورة المسلحة بالقوادف والرشاش بي كي تي والأغراض والقنصات والبنادق الآلية والقنابل اليدوية . وسيكون بإمكان هذه القوة اقتحام مدينة بني وليد من عدة محاور تحت مظلة القصف الصاروخي والمدفعي طويل المدى . وصادق اللواء يوسف المنقوش رئيس أركان الجيش الليبي المزعوم ! او بالأحرى رئيس أركان مليشيات مصراته والعصابات الإجرامية المأجورة!. وبذلك تم خداع رئيس المؤتمر الوطني العام وإيهامه بقرب تحقيق نصر سهل واقتحام مدينة بني وليد في وقت قياسي وبلا خسائر وعليه أن يطمئن ويعد بيان تحرير بني وليد !.وهذا بالطبع سيناريو مغري يثير نهم سياسي من نوع الدكتور المقرف رئيس المؤتمر الوطني العام !. وبلع الطعم ومن تم أقفل الباب في وجه مبادرة لجنة المصالحة مع أن وفد حكماء ليبيا وخاصة شيوخ وأعيان برقة قد توصلوا مع موافقة أعيان بني وليد على تنفيذ القرار رقم 7 لسنة 2012 ، وتسوية كافة المسائل العالقة بين مدينتي بني وليد ومصراته بشكل سلمي. ولكن يأبى امراء مليشيات مصراته المخدوعين بقوة تسليح مليشياتهم إلا أن يواصلوا قصف أهالي بني وليد والزحف الهمجي باتجاه المدينة!.و هكذا أنساق الدكتور المقرف وراء احلام سياسية تراوده وفرصة دخوله في صورة الفاتح لمدينة بني وليد وإعلانه التحريرالثاني لليبيا! سوف يعزز طموحه السياسي !. وهذا ماجعله يخرج على عجل ليلة البارحة 19/10/2012 على قناة ليبيا الوطنية ، ليكيل الأتهامات الباطلة لأهالي بني وليد ويقول في حق مدينتهم ما قاله مالك في الخمر!. مناقضا بشكل صارخ لتصريحاته التى ادلى بها لقناة توباكتس المصراتية بتاريخ 10/9/2012 ، التي نقلته حرفيا في بداية المقالة ، حيث أكد بأن بني وليد تحت شرعية السلطة التى يمثلها المؤتمر الوطني العام وحكومته. وهنا لست أدري كيف يقبل الدكتور المقريف وهو يترأس المؤتمر الوطني العام ، أن يكون طرف في أجندة مشبوهة ويضفى شرعية مزيفة على مليشيات دئاب مفترسة ويرخص لها بشن حرب دموية ضد أهالي بني وليد لا لشئ سوى تلبية لنزعة شريرة انتقامية تحرك مصراته نحو شن حرب ثأرية ضد أهالي بني وليد ومعاقبتهم على قتل أجدادهم لزعيم مصراته رمضان السويحلي اثناء هجومه على بني وليد بجيش جرار يوم عيد الأضحى الموافق 24أغسطس 1920!.
الى جانب الدكتور المقريف جنّد لوبي مصراته أخرين من الإمعات منهم الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام عمر احميدان ، والناطق بإسم رئاسة الأركان العامة العقيد الشخي ، اللذان خرجا ليلة البارحة 19/10/2012 تباعا على شاشة قناة ليبيا الوطنية لكي يؤديا نفس الدور القذر المطلوب منهما لتبرير حرب مليشيات مصراته ضد أهالي بني وليد!. تباً لمروجي الحروب الأهلية المتاجرين بدماء الأبرياء من أجل المال والسلطة .

للأسف مباشرة بعد انتهاء كلمة رئيس المؤتمر الوطني ليلة البارحة ، وأعلانه عن بدء حملة الخير بين قوسين فقد استجابت مليشيات مصراته لندائه وأرسلت لأهالي بني وليد عربون محبة حملة الخير تمثل في رخات غزيرة من صواريخ غراد هدمت عشرات البيوت على رؤوس ساكنيها!. ومع سحب الدخان صعدت أروح بريئة طاهرة الى الرفيق الأعلى لدى بارئها سبحانه وتعالى القائل { وإذا المؤدة سئلت بأي ذنب قتلت } والإجابة سيكلف بها كل من شرعن لهذه الحرب القذرة وعلى رأسهم الدكتور المقريف مُطلق حملة الخير!.
 
ولكي أكون منصفاً فمسؤولية ما يجري ضد أهالي بني وليد لا يتحملها فقط المؤتمر الوطني العام وحكومته ورئاسة أركان جيشه المزعوم! وليست مليشيات مصراته ومليشيات العصابات المأجورة من زليتن ومسلاته والخمس وتاجوراء وسوق الجمعة والزاوية وغريان فقط هي من يقتل في أهالي بني وليد!.
وإلا كيف نفسر تخاذل الأطباء والمسعفين الليبيين ، ونحن نراهم يسيّرون قوافل الإسعاف الطبية لخارج الحدود !. بينما يتركون جرحى أهالي بني وليد لتضهج عليهم جراحهم بعدما فشلت صواريخ ومدافع المليشيات في إسقاطهم بالضربة القاضية!. فأين ذهبت إنسانية الأطباء والمسعفين الليبيين ؟!. عن نفسي سأحسن بهم الظن وأحاول أن أجد لهم العذر تحت مبرارات الخوف من انتقام المليشيات او التملّق للمصراتيين!وهذا أفضل لهم من أن نشك في أن قلوب ملائكة الرحمة الليبية هي تكن الحقد لأطفال ونساء وشيوخ بني وليد.
كما إن الحرب على بني وليد فضحت حقيقة اعلام 17 فبراير الرسمي والأهلي ، إذ سقط معظم الإعلاميين الليبيين سقوطا ً اخلاقيا مدويا وفقدوا كل مصداقية اكتسبوها بفضل حرية الصحافة والاعلام المزعومة!. خاصة و ان بعضهم تحوّل من اعلاميين الى غلمان مخصيين لدى
القطريين!. ثم إننا نسأل الاعلاميون وأصحاب الفضائيات بلا استثناء ألم يتبقى لديكم بعض الحياء مما تفعلون؟ فإن لم تكونوا قادرين على قول كلمة الحق فألزموا الصمت ولا تنصروا طرفاً على طرف ظلماً وعدواناً؟!.
 
بالله عليكم .. أليس لأهالي بني وليد حق على الدولة الليبية؟!.
بالله عليكم .. يا أصحاب السعادة رئيس واعضاء المؤتمر الوطني العام ، ويا أصحاب المعالي رئيس الوزراء ووزيري الداخلية والدفاع ورئيس أركان الجيش الليبي : بالله عليكم من أي طينة أنتم؟! ألا تخجلوا من أنفسكم؟! وأنتم ترون ممثلية اللجنة الدولية للصليب الأحمر ، وممثلية الأمين العام للأمم المتحدة وبعض الجمعيات الأهلية تسير قوافل الإغاثة الطبية لأهالي بني وليد المكلومين! وأنتم متمادون في غيّكم و تمدون مليشيات العصابات الإجرامية بقوافل السلاح والدخائر المحظورة دولياً لكي تمّعن في قتل أهالي بني وليد الأبرياء ؟! ألا تخجلوا من أنفسكم وتستجيبوا لمناشدات المنظمات الإنسانية والحقوقية الليبية والدولية التي مافتئت تطالبكم بفك الحصار عن بني وليد والتوقف عن قصف أهلها ؟! متى سيتصبب عرق وجوهكم القبيحة وتوقفوا حرب مليشيات مصراته وعصاباتها المأجورة ضد أهالي بني وليد؟! ألم ترتوي بعد دئاب السويحليين المسعورة من دماء أطفال بني وليد؟! تباً لهم وتباً لكم جميعاً يامصاصي دماء الشعب الليبي!. ولتعلموا ان ما أرتكبتوه بحق أهالي بني وليد على أيدي مسعوري مليشيات جيشكم المزعوم! يمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ، وتيقنوا ان كل مدني وعسكري ومليشياوي تورط في هذه الحرب القذرة سيلاحق جنائياً أمام المحاكم الليبية والدولية. وفوق ذلك ستلاحقكم جميعاً لعنة الله والتاريخ .
 
 
أيها الليبيون الوطنيون الشرفاء : هذا الموقف أمامكم ، وكما ترون مليشيات مصراته و عصاباتها المأجورة تقصف أهالي بني وليد بشكل مكثف ومتواصل بصواريخ غراد ومدافع الهاوزر والدبابات مستخدمة دخائر فسفورية وغازية سامة محرمة دولياً لا تميز بين الموالين والأزلام والمطلوبين!.وراح ضحيته عشرات الشهداء ومئات الجرحى من المدنيين بينهم اطفال ونساء وعجائز وشيوخ.. والسؤال المركب هنا :أين أنتم من هذا؟و هل ستكتفون بالمراقبة من بعيد والصمت؟! وهنا يتوجب علىّ تذكيركم بقوله تعالى {وان طافئتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله } والخيار متروك لكم .
أما أنتم يأهلنا بمصراته وفي هذه اللحظات الفارقة في تاريخ ليبيا فلن أقول لكم الدهر قلب والأيام دول . وإنما أذكركم بقوله تعالى{وسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّـــذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ}.

بقلم: ناصر صلاح الدين السهولي/ محام وناشط حقوقي ليبي



Pour toute information, contactez-nous au : +(235) 99267667 ; 62883277 ; 66267667 (Bureau N'Djamena)