مدونة  اسرار

TV اسرار


-

-


الارشيفات



ابحث في المدونة

لعنة الله عليكم اخرجوا من بلادنا


القرضاوي للخونة
الدوحة- طالب العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بإجراء تحقيق فوري ومحاكمة علنية في فضيحة تأجيل رفع تقرير إدانة إسرائيل في حربها على غزة إلى الأمم المتحدة، التي تورطت فيها السلطة الفلسطينية، مؤكدا أنه

"إذا فقدنا الثقة بمعظم القادة السياسيين فلن نفقدها في جماهير الامة الإسلامية فالأمة بخير لاتموت أبدا".

ودعا فضيلته في خطبة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب الأمة جميعها لأن تهب من أجل الاقصى ومن أجل القدس، محملا كل فرد المسؤولية عن ذلك، ونافيا أن تكون القدس مسؤولية الحكام وحدهم أو الفلسطينيين وحدهم أوالعلماء وحدهم، وتساءل: متى ستتحرك الأمة؟ متى يتحرك أبناؤها وقادتها التي ولتهم الأمة أمورها؟! هل ولتهم الأمر حتى يتمتعوا بكل شيء ثم لايصنعوا شيئا إذا ديست حرماتها؟!

وقال ساخرا: عذرهم أن العدو يمسك عليهم تسجيلات وهم يطالبون الكيان الصهيوني بأن يستمر في عدوانه، مطالبا بلجنة حيادية فلسطينية عربية تتقصى الحقائق وتبينها لنا ثم تعرضها على الأمة لتحاكم هؤلاء محاكمة علنية.

وبدأ فضيلته الخطبة قائلا: إن أهم ما يمكن ان يستعيذ منه المسلم هو الكوارث والمحن وشر الفتن، ذلك أن الفتن حين تصيب الامة تمزقها كل ممزق وتغير هويتها وتحرف مسيرتها.. والفتن نوعان: فتن من خارج المسلمين، وفتنة من داخل المسلمين، مفصلا ذلك على مر التاريخ الاسلامي، ومذكرا بنزول القرآن ليواسي المسلمين ويعزيهم..

" أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"، معددا إصابة الفتن للمسلمين في أبدانهم وفي أرزاقهم وفي أنفسهم وفي ايمانهم، مستشهدا بعمار بن ياسر وتعذيبه وأمه سمية وقول النبي لهم: "صبرا آل ياسر فإن موعكم الجنة"، ومات الاب والام تحت العذاب.. قائلا: من اجل هذه الفتن شرع القتال للمسلمين حتى لايفتن احد في دينه "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله".

واعتبر القرآن ان الفتنة اشد من القتل وان الفتنة نوع من القتل لان القتل اعتداء على كيان الانسان المادي اما الفتنة فهي اعتداء على كيان الانسان الروحي وارادته واختياره.. وذكّر فضيلته بالفتنة في الداخل بين المسلمين بعضهم وبعض فتلتبس عليهم الامور والحقائق ويختلط الحابل بالنابل وحذّرت الاحاديث منها، وفي هذه الفتن يهون الدين على الناس وتعظم الدنيا في اعينهم ويصبح الناس عبيد المال والسلطة والجاه والمنصب وينسون ربهم وآخرتهم..

إن من شر ماتبتلى به الامم التفرق الذي يجعلها شراذم يعادي بعضها بعضا، بل تجعل بعض الناس ينضم الى اعدائه ضد اهله واصحابه، وهي الفتن التي اصبحنا نراها باعيننا ونلمسها بايدينا، وكنا نقرأ عنها في الكتب ولانكاد نصدق حتى رأيناها عيانا بيانا ولمسناها جهارا نهارا.

حدث مالا يعقل

أرأيتم ماحدث في قضية فلسطين؟ قضية العرب والمسلمين الأولى في هذه الايام الاخيرة؟ حدث مالا يعقل ولايتصور ولايصدق، مايشبه الاساطير:ان يحرض الانسان على اهله! يحرض اعداءه على قومه! هذا مارأيناه.. رأينا الامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان تتحدث عن حرب غزة الظالمة الباغية التي لم تتقيد باخلاق ولا بدين ولا بقانون ولا بأي شيء، طغت في البلاد واكثرت فيها الفساد، سفكت الدماء وهتكت الاعراض وانتهكت الحرمات ودمرت البيوت والمساجد وقتلت من المدنيين والشيوخ والاطفال والنساء ما يعلم الجميع..

وتأتي بعض الجهات بدلا من ان تحق الحق وتبطل الباطل وتقول كلمة من اجل الحقيقة، ومن قومنا ومن اهلنا ويحسب علينا وينسب الينا؛ يقول لهؤلاء: لا أجلوا هذا الامر.. أهذا يصدق؟! أن يقف الانسان ضد اهله؟! ضد نفسه؟ إلا ان يكون هؤلاء ليسوا منا... هم ليسوا منا، ولسنا منهم، لو كانوا منا لغاروا علينا وحسبوا لنا حسابا ولسعوا من اجل الامة؛ ولكنهم وقفوا مع الاعداء واعتذروا عن هذا الموقف، بماذا؟ انه عذر اقبح من ذنب: كانوا مضطرين الى هذا الموقف لان العدو يمسك عليهم اشياء لو اعلنها على الناس لكانت فضيحة الدهر، انه يسجل عليهم تسجيلات وهم يطالبون الكيان الصهيوني بأن يستمر في عدوانه وألا يكف عنه حتى يرغم هؤلاء على الركوع والخضوع.. حتى قال لهم بعضهم: هناك مدنيون.. فرد اخواننا على العدو بأنهم يستحقون فهم انتخبوهم واضربوهم جميعا!

لجنة حيادية

اتصدقون هذا؟ اهذا يمكن ان يحدث؟ انني من فوق هذا المنبر ادعو الى التحقيق الفوري في هذه القضية الكبيرة، تقوم به لجنة حيادية فلسطينية عربية تتقصى الحقائق وتبينها لنا ثم تعرضها على الامة لتحاكم هؤلاء محاكمة علنية، ولو ثبت انهم فعلوا ذلك فلابد ان ينالوا عقوبتهم ويجردوا مما اصبحوا يتمكنون منه؛ فلا يمكن ان يكونوا امناء على هذه الامة. كيف تجعل الذئب راعيا، كيف تجعل الخائن مؤتمنا؟! هذه هي المصيبة. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ان من بين يدي الساعة سنين خداعات، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويخون فيها الامين ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة، قالوا: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في امر العامة"...

رأينا الخائنين بل رأينا المنافقين، بل رأينا الذين يبيعون انفسهم واوطانهم واديانهم واخلاقهم وكل شيء بثمن بخس " اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا".. الدنيا كلها لاتساوي عند الله جناح بعوضة، فماذا ينال هؤلاء من جناح البعوضة؟! باعوا اوطانهم من اجل جزء من جناح البعوضة باعوا اهليهم وشرفهم وكرامتهم.. خيبة الله عليكم، لعنة الله عليكم بوءوا بخزيكم، أخرجوا من هذه البلاد.. لستم اهلا لها، لقد خنتموها في اعز ما اؤتمنتم عليه...

يتولاها الأمناء

وقال فضيلته ماذا جرى للامة التي كانت في القمة حوالي عشرة قرون كانت هي الامة الاولى في العالم الاول، رائدة الحضارة، امة العلم والثقافة، عليها ومنها تعلمت اوربا يأخذون منها العلم والعمل والقيم والاخلاق، حين تتمسك هذه الامة بالاسلام تعلو رايتها واذا بعدت عن دينها تمكن منها اعداؤها وسلط عليها خصومها..

وهذا ما رأيناه في حروب الفرنجة وحروب التتار، حتى هيأ الله رجالا يدافعون عن حرماتها ويردون عنها اعداءها وينفخون فيها من روحهم وتعاد اليها قوتها مثل عماد الدين زنكي ونور الدين محمود وصلاح الدين الايوبي: هؤلاء هم الذين جمعوا الامة من شتاتها واحيوها من مواتها وخاضوا الجهاد لتحريرها، وبمثل هؤلاء تنتصر الامم وتعز الرسالات وتعلو كلمة الله في الآفاق، اما الخونة والمنافقون والذين يبيعون دينهم بدنياهم بل بدنيا غيرهم فلا قيمة لهم.. لايجوز للخائن ان يتولى امانة الامة بل يتولاها الامناء "إن خير من استأجرت القوي الامين". أما الضعيف وأما الخائن فلا يستطيع ان يحمل مسؤولية ابدا..

الاقصى الحبيب

وانتقل فضيلته الى المسجد الاقصى متحدثا عن أن الله عز وجل قد ربطه بالمسجد الحرام وان المسجد الاقصى منتهى الاسراء ومبتدى المعراج، منه عرج بمحمد الى السماء وفيه أمّ محمد الرسل والنبيين وصلى بهم إماما، إشعارا بأن الامة انتقلت الى قيادة جديدة، من بني اسرائيل الى الامة العالمية التي تنتمي الى هذا الدين العظيم "كنتم خير امة اخرجت للناس".. "امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس"..

هذا المسجد الآن وقبل الآن يتعرض لخطر شديد خاصة بعد الاحتلال الصهيوني للضفة وغيرها في 1967 ومن يومها وهم يفعلون مايشاؤون بالمسجد المقدس: حفريات من تحت وانتهاكات من فوق وكل يوم انتهاك جديد والامة لاتصنع شيئا، والامة منذ اربعين عاما من اغسطس1969 ومنذ احرق هذا الاسترالي جزءا من منبر صلاح الدين ثارت الامة الاسلامية واجبرت قادتها وملوكها وامراءها على ان يجتمعوا لاول مرة في القمة الاسلامية..

الآن يتعرض المسجد الاقصى لأخطار، خطر بعد خطر والامة لا تصنع شيئا حتى لا تحتج الاحتجاج القوي الصارخ الذي يدوي ولانسمعه، هناك فقط احتجاجات على استحياء خافتة من هذا وذاك: متى ستتحرك الامة؟ متى يتحرك ابناؤها وقادتها التي ولتهم الامة امورها!! هل ولتهم الامر حتى يتمتعوا بكل شيء ثم لايصنعوا شيئا اذا ديست حرماتها؟ على هؤلاء ان يقوموا بواجبهم، ووالله انهم قادرون على ان يصنعوا الكثير لو صدقت ارادتهم وتوحدت كلمتهم، لكن المشكلة انهم لايريدون ان يجتمعوا! متسائلا: هل الاقصى ملك للفلسطينيين وحدهم؟! لا انه للمسلمين جميعا وكل واحد يعرف حتى العامي ان الدفاع عن ارض الاسلام واجب على الامة الاسلامية، حتى تتحرر اي ارض من ارض الاسلام؛ فما بالكم بأن هذا الجزء المحتل من ارض النبوات، ارض المقدسات، ارض الاسراء والمعراج.. المسجد ليس مباركا وحده فقط بل الارض حوله مباركة وهذا يوجب على الامة ان تعمل لتحرر المسجد الاقصى..

الطائفة المنصورة

وقال فضيلته في هذه القضية مايمكن اعتباره فتوى: حرام على أمة تزيد على المليار والنصف ( 23 % من سكان العالم أي حوالي ربع السكان) أن تصمت.. انها كثرة كغثاء السيل!!! .. ان لي ثقة في جماهير الامة الاسلامية وشعوبها، اذا فقدنا الثقة بمعظم القادة السياسيين فلن نفقدها في جماهير الامة الاسلامية فهذه الامة لاتموت ابدا، امة الخلود، فهل هناك كتاب بعد القرآن؟ بعد النبي محمد؟ لا، هل هناك شريعة بعد الاسلام؟ لا، انها وارثة النبوات والشرائع ولهذا حفظها الله تعالى.

ضمن الله لرسوله ان تبقى هذه الامة ومن ضمنها طائفة يسميها العلماء "الطائفة المنصورة" تقوم على الحق لايضرها من خالفها وتبقى على الحق.. علينا ان نؤيد هذه الطائفة في كل مكان، تحمل الراية وتوقظ الامة ولايمكن ان تجتمع هذه الامة على ضلالة.. علينا ان نقيم هذا الامة ونشد عضدها، وعلى هذه الامة المنصورة ان تتعاضد ومايسميه المجتمع مؤسسات المجتمع المدني.. لايمكن ان تنهزم هذه الامة امام العصابات الصهيونية، امتنا امة قوية لو تجمعت ووجدت قادة لها، عليها ان تجبر قادتها الا يفرطوا في مقدساتنا، وندعها لليهود هذه العصابات الاجرامية، لهذا دعونا الامة ان يتضافر بعضها مع بعض ويتنادوا لنصرة الحق ولابد ان يرتفع صوت الحق " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون".

لكم يوما قريبا

وقال القرضاوي محذرا: أيها الصهاينة ان لكم يوما قريبا، ان الظلم لايدوم ابدا ولقد ظلمتم وطغيتم واكثرتم في الارض كل الفساد والله عز وجل يملي ولايغفل ويمهل ولايهمل " سنستدرجهم من حيث لايعلمون. وأملي لهم إن كيدي متين".

كيد الله اقوى من كيدهم ومكر الله اكبر من مكرهم.. نحن امة العرب والاسلام قادرون على ان نفعل الكثير نحن قادرون على ان نؤيد اخواننا بأنفسنا فإن لم نستطع فبأموالنا.. الجهاد بالمال كالجهاد بالنفس، اخواننا في ارض فلسطين بذلوا الارواح وبذلوا الانفس كما رأينا في حرب غزة وقبلها، علينا ان نساندهم بتبني المشاريع التي تثبت اهل القدس، مشيرا الى جهد مؤسسة القدس التي يترأس فضيلته رئاستها لدعم جهود المسلمين والمسيحيين معا في القدس التي تسعى اسرائيل لتهجيرهم منها.. وعلينا ان نقاطع البضائع الصهيونية والامريكية ونذكر الناس بذلك، وعلينا ان ندعو الله ان ينصر اخواننا على اعدائهم ويرد سهام اعدائنا.

وفي خطبته الثانية قال القرضاوي: لابد ان يحمل كل منا هم القدس، هم هذه القضية، قضية فلسطين ورمزها القدس، القدس التي جعلوها من القضايا المعلقة مثل اللاجئين والحدود والمياه، الكل معلق، فما الذي حل؟ هذه قضية لابد ان يتبناها كل مسلم انها ليست قضية العلماء وحدهم ولا الحكام وحدهم، بل كل عليه مسؤولية يتساءل ماذا فعلت من اجل القدس؟ حدثت اخوانك من اجلها؟ اعددت اسرتك؟ تحدثت مع اولادك؟

يظن بعض الناس ان اسرائيل خطر على فلسطين وحدها بل انها خطر على الامة كلها؛ خطر على العرب وعلى المسلمين بل خطر على العالم كله؛ خطر سياسي واقتصادي وعسكري وثقافي وديني، خطر من كل ناحية.. لابد ان نوعي الامة بهذه القضية فهي ليست قضية خاصة بالفلسطينيين.. لو ان الفلسطينيين تخلوا عن قضيتهم لوجب ان ندافع نحن عنها، انها ارض الاسلام، ولكن الفلسطينيين منذ ما يقرب من قرن من الزمان وهم يقاتلون عن ارضهم منذ ان احتل الانجليز القدس عام 1917..

وقال مختتما خطبته الثانية: على الامة بل على كل فرد ان يتبنى هذه القضية وان يعيها ويتحدث بها مع غيره حتى تظل حية مع كل فرد وفي رؤوس الجميع.


نقط هذا المقال

تعليق العلامة الدكتور يوسف القرضاوي على اتجاه الحكومة السويسرية لسن قانون يحظر بناء المآذن


وثائق وبيانات
فقد أحزنني نتيجة الاستفتاء في سويسرا، الناتج عن الدعاية اليمينية المتطرفة ضد المسلمين، لتخويف الأوربيين من الإسلام، رغم أننا منذ شبابنا ونحن نعلم عن سويسرا أنها بلد الحياد والأمان والحرية - يفر إليها المضطهدون في

بلادهم - وأنها لا تعارض أيَّ دين، وفيها وقعت اتفاقية الأسرى، وقد أُنشئ من قديم في مدينة جنيف بسويسرا أكثر من مسجد ومركز إسلامي، كانت رسول سلام ومودَّة بين سويسرا والمسلمين في أنحاء العالم.

ولهذا من الغريب أن تثار ضجة حول بناء المآذن في مساجد سويسرا، وغريب أيضا أن تنجح دعاية اليمين المتطرف في حمل السويسريين على التصويت لقرار المنع، بدعوى أنها دفاع عن الهُويَّة المسيحية، أو المسيحية اليهودية للمجتمع السويسري، رغم معارضة الحكومة، والمجلس النيابي لهذا الاتجاه.

والمسلم في سويسرا وغيرها يستطيع أن يصلِّي في مسجد بغير مئذنة، ولكنه إذا علم أنه مُرغم على ذلك، وأن القانون يحظر ذلك عليه، وأنه فعل ذلك عداوة له، سيؤذيه ذلك وينغص عليه، وسيشعر أنه عنصر غريب في هذا البلد، وأنه مرفوض من أهله، وسيؤثِّر ذلك حتما بالسلب على ولائه للوطن.

وهذا ليس من مصلحة أيِّ مجتمع، أن يحسَّ بعض مواطنيه أنهم غير مرغوب فيهم، وخير من هذا: أن نؤيِّد كلَّ ما يدعو إلي ثقافة الحبِّ لا البغض، والحوار لا الصدام، والتعارف لا التناكر، والاندماج لا الانفصام.

والإسلام ينظر إلي البشرية جميعا أنهم عائلة واحدة، منتسبون من جهة الخلق إلي ربٍّ واحد، ومن جهة النسب إلي أب واحد. "كلُّكم لآدم، وآدم من تراب". وخصوصا أهل الكتاب.

والأقليات المسيحية في العالم الإسلامي لها كنائسها التي يعتبر بعضها قلاعا شامخة، وبروجها تناطح السحاب، ومنهم وزراء ووكلاء وزارات وغير ذلك من المناصب العليا.

وقد كنت وجهت نداء للناخب السويسري عبر موقع الإذاعة السويسرية على الإنترنت: أن يستجيب لنداء دعاة التسامح والمحبة والمساواة، وتوفير الحرية الدينية للجميع، إلا أن اليمين المتطرف استطاع أن يحشد الأغلبية - وإن كانت غير كبيرة - لصالح المنع. وقد صوت نسبة 42% ضد قرار المنع، رغم الدعاية المكثفة.

ورسالتي إلى الأقلية المسلمة في سويسرا، والأقليات المسلمة في أوربا: أن يتعاملوا مع المجتمع على أنهم جزء منه لا يتجزأ، وأن يعطوا الوطن الذي يعيشون فيه ولاءهم بإخلاص، ويعملوا بإتقان وأمانة لرفعته، ولا يبالوا بهؤلاء المهيِّجين والمحرِّضين على البغض، بل يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، ويحاوروهم بالتي هي أحسن كما علمهم القرآن. ولا ييئسوا من إقناعهم، وإذا أسيئ إليهم سامحوا من أساء إليهم، كما قال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت:34].

كذلك أدعو الأقلية المسلمة في سويسرا إلى المناضلة بالوسائل البرلمانية والقانونية، والقضائية المشروعة، أمام المحاكم الفيدالية والدولية، وهيئات حقوق الإنسان، لإلغاء هذا القرار. وإلى أن يتحقق هذا الهدف، فهناك من صور الفن الإسلامي القديم والحديث ما يجعل من المسجد بناء مميزا بالقباب والزخارف الإسلامية.

والحمد لله رب العالمين.









نقط هذا المقال

غراميات في الجامعة
بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير,

أحبتي في الله , كل منا مر بمرحلة المراهقة , ومن القراء من هو في أوجها الآن

وهذه المرحلة من الخطورة بمكان , لذا كافأ الله عز وجل من مر منها وهو في طاعة الله بالظل الظليل يوم لا ظل إلا ظله , فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله « وشاب نشأ في طاعة الله » .

وفي أوج هذه المرحلة يمر معها الشاب في عالمنا العربي بتجربة خطيرة ألا وهي الدخول في عالم الجامعة , خاصة في البلدان التي يختلط في جامعاتها الجنسان , لذا أحب أن أضع ومضات على طريق أخي الحبيب المقبل على تجربة الجامعة مصحوباً بتجارب لمن سبقه , منهم من وقع في البئر السحيق ومنهم من أنجاه الله منه .

بداية أخي الحبيب , أختي الفاضلة , فنحن ندرك تماما إحساس الشباب باكتمال النضج الجسدي في هذه المرحلة , ومن هنا يظن الشاب أو الشابة أنه انتقل من مرحلة المراهقة إلى مرحلة النضج , ومع هذا الانتقال يميل الشاب والشابة إلى الجنس الآخر عاطفياً حتى يكمل ما لديه من نقص نفسي ليثبت لنفسه أنه أصبح رجلاً أو أنها أضحت سيدة ,ومن هنا تنشأ الأوهام العاطفية الكبيرة التي يظن معها الشباب أنها الحب الحقيقي ,

والواقع أنه وهم الحب , فالمشاعر المضطربة الناتجة عن الحاجة العاطفية الجامحة , والانفجار الجسدي والحاجة الجنسية الملحة في هذه الفترة , تنشأ عنها أوهام العواطف , وأحلام العلاقات مع الطرف الآخر .

ومن هنا فدور الدين دور أساسي لتهذيب هذه العواطف والرغبات الجامحة في هذه الفترة بالذات , لذا تجد الرسول الكريم والأب الحاني لهذه الأمة , يضع الترياق الشافي للشباب , ويتلمس بيديه الحانية صلى الله عليه وسلم الداء الدفين ويضع له العلاج الشافي , فيهمس في أذن الشباب « يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج , ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء » و الوجاء هو الحماية الواقية كالدرع يقي الإنسان من سهام العدو , كذا فالصوم والعفاف عن الحرام يقي الشاب والشابة من سهام عدوه اللدود إبليس لعنه الله.

وطالما علمنا عدونا فعلينا بأن نسد عليه كل الطرق , حيث يبدأ الأمر بنظرة بابتسامة فلقاء , ثم ندامة وحسرة وعار .

لذا أحبتي في الله فلنقطع على إبليس طرف الخيط , ولنعمل بمقتضى قول الله عز وجل { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } وقوله تعالى { قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن } , فبداية الطريق نظرة كالسهم القاتل من سهام الشيطان التي يزين للشاب أو الفتاة لها الطرف الآخر , حتى يراه بصورة زينها له خياله , وليست الحقيقة , وانظر إلى ما حدث مع عائشة رضي الله عنها وأرضاها , لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من أم سلمة رضي الله عنها , تحركت الغيرة في قلب عائشة , ولم تكن قد رأت أم سلمة من قبل , فلما رأتها لأول مرة , وصفتها عائشة أنها امرأة بالغة الجمال , وخافت وغارت غيرة شديدة , ومع مرور الأيام تصف عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة لم تكن بالقدر الذي رأته عليها أول مرة , وهذا أن العاطفة , وحبها الشديد لزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم صور لها أم سلمة بصورة أكبر بكثير من الحقيقة .

كذا تجد الفتاة تقع من نظرة إلى شاب , تعطيه فيها اكبر من قدره , أو يعطيها هو اكبر من قدرها فيقع فيما يعرفه العلماء بعشق الصور , وهنا النجاة من هذا الأمر أن يعلم هذا الحبيب وهذه الحبيبة أن كل إنسان يعتريه النقص , فإذا أراد أن يفر من هذا المرض العضال عليه أن يتذكر مناتنها , وأن تتذكر مناتنه , فهي تمر بأيام من كل شهر يخرج منها أقبح ما يكون من ابن آدم , وكذا يعتريه وتعتريها ما جبل الله عليه البشر من طبائع مستقبحة , كإتيان الغائط والبول والعرق وغيره , إذن فهذا الكمال الوهمي الكامن في ذهن العاشق أو العاشقة هو في الحقيقة كمال موهوم , وإنما يقترب المرء من الكمال كلما اقترب من الله عز وجل , فزينة الفتاة الحقيقية في حجابها وعفتها وأدبها وحشمتها وتقاها , وحفاظها على شرفها وسمعتها , وكذا كمال الشاب الحقيقي في عقيدته وصلاته وصلاحه الظاهر والباطن وعفته عن الحرام وابتعاده عن مواضع الشبهات , وجهاده لإعلاء دينه بالدعوة الصادقة والعمل الدائب لرفعة الدين.

أما المظهر فقط , فكم من مخبر أسود مغلف بلفافة من الجمال الظاهر , ثم تجد ما تحت الجمال من باطن لا يطاق ولو للحظات , من معصية وبغض للحق ومشاقة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.

لذا معشر الشباب علينا باغتنام هذه الفرصة الذهبية أن ننشأ في طاعة الله حتى نحوز الجائزة الثمينة , أن يظلنا الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله , وهذا يتحقق بأمور منها

· البحث الحقيقي والجاد عن العلم الشرعي بتتبع العلماء وحلق العلم وأشرطة العلم وكتبه واعلم يا رعاك الله أن أشرف العلوم وأوجبها على المرء علم التوحيد وهو معرفة الله تعالى بأفعاله وأسماءه وصفاته وقصده وحده بالعبادة دون ما سواه عز وجل , فبه يعلم المرء من يعبد وكيف يعبد , ثم هناك ما هو فرض من العلوم أن يعرفه المسلم والمسلمة ليعمل به وهو تعلم كيفية فروض الأعيان من العبادات ككيفية الصلاة والصوم والزكاة وهكذا , وكذا تعلم الحرام والحلال , فكل هذا يأثم المسلم والمسلمة إن أهملوا في طلبه.

· الرفقة الصالحة ..... الرفقة الصالحة .....الرفقة الصالحة ....

فالمرء على دين خليله , والعكس بالعكس { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } فكم من صحبة سيئة جرت صاحبها إلى الوبال , وأذكر هنا قصة عاصرها كاتب هذا المقال وقت أن كان بدراسته الجامعية " كانت هناك مجموعة "شلة " داخل الكلية هذه المجموعة كونها بداية بعض النصارى من الشباب والفتيات , وبالطبع كما هو أسلوبهم الدائم , يجملون مجموعاتهم بأجمل فتياتهم ليجتذبوا بها ضعاف الإيمان والعقول , وبالفعل بدءوا يستقطبون بعض الشباب والفتيات ممن غلف قلبه وعقله بالشهوات من المسلمين , ودسوا لهم السم شيئاً فشيئاً , فيأتوا بهذا ويعرفوه بهذه , ويمدوا بينهم الجسور , ثم حدثت الكارثة , في أحد الأيام يمر أحد المعيدين بالكلية بأحد غرف العملي الخالية فإذا بشاب مسلم من هذه المجموعة مع فتاة مسلمة , في وضع قد يخجل الزوج أن يأتي زوجته به , وكانت الفضيحة والفصل من الكلية ووضع إعلانات الفصل على جميع الأبواب , وللأسف الفضيحة تلحق بمسلم ومسلمة , وإنا لله وإنا إليه راجعون " وبالطبع النتيجة معلومة , الفتاة خسرت سمعتها ولم تستطع أن تنظر في وجه أحد وكذا الشاب , ولا يظن أحد ممن وقع في العشق والغرام أنه ومحبوبته بمنأى عن هذا الوحل , فإنما هي خطوات يستدرج الشيطان بها ابن آدم وقد حذرنا الله تعالى من ذلك فقال { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين } .

لذا فالرفقة الصالحة الرفقة الصالحة .... وإياك إياك ورفقة السوء.

· إصلاح النفس ثم دعوة الغير: اعلم رحمك الله أنك ستوضع في كفنك وحدك , ويصلى عليك وحدك وتدخل القبر المظلم الموحش وحدك , وتقوم للسؤال وحدك ,. وتبعث يوم القيامة فرداً , وتنتظر كتابك بيمين أم بشمال وتسأل وتمر على صراط أدق من الشعر وأحد من السيف , كل ذلك وحدك , فبالله عليك من وراءه كل ذلك ألا ينشغل بإصلاح نفسه , أفضل من الانشغال بالمعصية والوقوع في العشق المحرم, ثم إن الله تعالى أمر كل مؤمن ومؤمنة وأمره فرض على الجميع بالدعوة إلى الله فقال { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } , فانشغل بأوامر الله حتى يؤنسك عملك في غربتك الحقيقية , غربة اللحد والكفن.

· انشغل بهموم الأمة : أخي وأختي , الأمة الآن أحوج ما تكون لجهدي وجهدك , فأين نحن من قضايا المسلمين في فلسطين والشيشان والأفغان والعراق , ماذا فعلنا لدماءنا المهدرة وأعراضنا المنتهكة , هل نذود عن حمى الإسلام بالعشق وغراميات الجامعة.

· وأخيراً املأ قلبك بحب الله : فوالله لو ملأت قلبك بحبه لانشغل بك عن غيره , سئل أحد السلف عن لقاء الله , قال : أما المحسن فيلقى الله لقاء الغائب عن أهله , وأما المسيئ فكالعبد الآبق عن مولاه , فاختر , وتخيل مدى فرح الغائب في سفر طويل عند لقاء الأحبة ومدى فزع العبد الهارب عندما يلقى مولاه , واعلم أن محبة الله تورث الخشية وتورث الذل والانكسار , وتوصل بإذن الله تعالى إلى جنات النعيم حيث الحور المزينات والأنهار والجنات , وهناك المزيد , رؤية المولى المجيد , فهل تستبدل الذي هو أدني بالذي هو خير .

· أخي أختي تخير لنفسك أمحبة الله أم محبة الشيطان وأهله , ألقاء الحور المزينات أم لقاء الخنا والزانيات , وأخيراً ..

اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني وإخواني إلى حبك....

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

نقط هذا المقال

saye2at Book


سيئات بوك
يواكب ثورة المواقع الالكترونية وتعدد أشكالها وتصنيفاتها ونوعية الخدمات التي تقدمها مواقع من نوع آخر فهي مواقع خبيثة فاسدة مبطنة بغلاف براق زاهي.

وهذه المواقع في ظاهرها أنها توصل الشاب بأصدقائه والفتاة بصديقاتها وتوفر لهم إمكانية إضافة ما يودّون من صور وملفات فيديو

وليست هنا الطامة!!

ولكن هي في كيفية عمل تلك المواقع، إذ أنها تتيح تصفح العضو فيها لباقي الأعضاء الذين ينتمون لشبكة عضو صديق له مثلا بل إنه بمجرد تسجيلك فهي تعرض جميع ما يحوي بريدك من أعضاء وتدعوك لتدعوهم وإن لم تكن ذا خبرة وتقرأ ما هو مكتوب وضغطت على إكمال أو (next) فسيتم دعوتهم تلقائيا !!

وبالتالي شبكات متداخلة من الأفراد وبالتالي تعدد الأهواء والثقافات، فعلى سبيل المثال إن كان لك مجموعة كلها من الصالحين إلا واحدا ثم دخلت على ما يحويه ملفه فسترى العجب العجاب. فما بالك إن أتى من ضغط على ملفك ومن ثم ملف صديقك فحينها ستصبح ممن يدلون على سوء ومن سوء إلى سوء تكبر الدائرة وتعم الطامة وتنتشر الرذيلة.

عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا. ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» [صحيح مسلم].

وهذا ما حدث معي بالفعل فقد دعاني أحد الأصدقاء لأحد تلك المواقع يوما لنتواصل نظرا للبعد الجغرافي بيننا، فما لبثت أن وجدته ضمن شبكة تضم العديد من أصدقائنا القدامى ومن ضمنهم شاب كان قد سافر لإحدى بلاد الغرب فما أن ضغطت على صورته وبالتالي رأيت الأعضاء في شبكته حتى ألغيت حسابي فورا.

قال سبحانه جل وعلا في كتابه: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [البروج:10].

فيا من عرضت صورا لك أو ملفات تخصك أو زفاف أو تخرج جامعي. أما خشيت على نفسك وعلى تلك الصور والأفلام وما قد تؤول إليه ؟؟

ويا من عرضت صور أطفالك وأهلك بحسن نية أو بسوء ألا تخاف الشرور والأثام فإن لم تخف من ذلك خف من العين والحسد فلعل في ذلك رادع.

قال الله عز وجل: {....كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء:35].

روى أبو داود بإسناد صحيح - عن المقداد بن الأسود - رضي الله عنه- قال:أيْمُ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنِ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنُ، وَلَمَنْ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ فَوَاهاً» [صحيح سنن أبي داود 3/108، نضرة النعيم 11/5205)].

ويا من كونت شبكة من أعضاء فاسدين لك أن تتخيل أن كل من فيها هم في ميزان سيئاتك إن لم تتب إلى الرحمن وترجع إليه خاصة أنّك لن تستطيع أن تعرف بحال من الأحوال حجم هذه الشبكة والشبكات المتفرعة منها.

قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: "ثلاث أعجتني حتى أضحكتني: مؤمل الدنيا والموت يطلبه! وغافل يغفل ليس يُغفل عنه! وضاحك ملء فيه ولا يدري أساخطٌ رب العالمين عليه أم راضٍ".

جهولٌ ليس تنهاه النواهي *** ولا تلقاه إلاّ وهو ساهي

يسر بيومه لعبــــاً ولهــــواً *** ولا يدري وفي غده الدواهي

استبيحت الحرمات وانتشر الفجور والفساد فإن لم تكن معول بناء وصد لدينك فلا تكن معول هدم له.

فكلنا ذو خطأ نعم وكلنا نذنب، ولكن إيّاك إيّاك أن تكون ممن يدعون إلى ذنب ومعصية. وأذكر نفسي وأذكركم بالعودة إلى الله والتوبة والإنابة له سبحانه فالعاقل من قهر نفسه والشقي من أتبع نفسه هواها. عليك بزاد الآخرة.. واحرص على اقتنائه كما تحرص على زاد الدنيا..

فإنّ زاد الآخرة هو الزاد الباقي، وصاحبه هو الغني حقا، ولتستعد لحفرة لا ينير ظلمتها إلا صالح الأعمال!

يــا غاديــاً في غفلــة ورائحــاً *** إلى متى تستحسن القبائحا

وكـــم إلى كـم لا تخاف موقفاً*** يستنطـــق الله بــه الجوارحا

واعــجبــاً منــك وأنــت مبصـــرُ*** كيف تجنبت الطريق الواضحا

وكيف ترضى أن تكون خاسراً *** يوم يفــوز من يكــون رابحـــاً

فإن اللقاء قريب، والحساب طويل! ويومها سيعرف الفائز من الخاسر، فتزود قبل أن تكون من النادمين!
وبادر بالصالحات قبل أن تصبح من الخاسرين!

{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النــور:31].

{أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ} [التوبة:126].

فالمؤمن على نور وبصيرة لا يخطو خطوة قبل أن يعرف أين موطئها فعليك بالتنبه للمتربصين، والتفطن لمن يسعون بالفتنة أو يحاولون استغلال أجوائها لبث شرورهم وباطلهم، فذلك مطلب حتى لا تتسع الفتنة وتعمّ البلبلة.

فالله الله بالمسلمين والمسلمات، أسأل الله أن يحفظ شبابنا وبناتنا من كل مكروه وسوء ويهديهم إلى الصراط المستقيم ويثبتهم على الحق إلى يوم الدين.

نقط هذا المقال
1 2 3 4 5







بحث مخصص