احتضنت وزارة الصحة العامة في العاصمة التشادية نجامينا، يوم 16 ديسمبر 2025، أشغال مقهى صحفي نظّمه المجلس الوطني لمكافحة الإيدز بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز (أونوسيدا). وجاء هذا اللقاء في إطار إحياء اليوم العالمي لمكافحة الإيدز، وتقديم تقرير أونوسيدا لعام 2025، إضافة إلى استعراض الخطة الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإيدز للفترة 2026–2031.
وجمع هذا الحدث مسؤولين حكوميين، وخبراء صحيين، وشركاء تقنيين، وفاعلين إعلاميين، في نقاش مفتوح تناول واقع الاستجابة الوطنية لفيروس نقص المناعة البشرية في تشاد، والتحديات التي تواجهها في ظل تراجع التمويل الدولي وتعقّد الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.
وخلال كلمتها بالمناسبة، شددت الدكتورة فرانسواز نداييشيميي، المديرة القُطرية لبرنامج أونوسيدا في تشاد، على أن وسائل الإعلام تُعد ركيزة أساسية في الاستجابة لفيروس نقص المناعة البشرية، ليس فقط من خلال نقل المعلومة، بل أيضًا عبر الإسهام في تغيير السلوكيات، ومحاربة الوصم والتمييز، والتأثير في السياسات العمومية. وأكدت أن إشراك الصحفيين بشكل فعّال من شأنه إحداث تحول حقيقي في الاستجابة الوطنية وجعلها أكثر شمولًا وعدالة، لا سيما لصالح الفئات الأكثر هشاشة.
من جانبه، قدّم الدكتور عباس مصطفى نلس، الأمين التنفيذي الوطني للمجلس الوطني لمكافحة الإيدز، عرضًا حول الوضع الوبائي في تشاد، كاشفًا أن عدد الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية يُقدَّر بنحو 120 ألف شخص، من بينهم 67 ألف امرأة و11 ألف طفل. وأوضح أن نسبة انتشار الفيروس تبلغ 1.2% في أوساط النساء الحوامل، بينما تصل إلى 9.4% لدى العاملات في مجال الجنس، وهي من أعلى النِّسب المسجلة، إضافة إلى 3.7% وسط نزلاء السجون، وذلك وفق معطيات سنة 2024. كما أشار إلى أن المراهقين والشباب يظلون من الفئات الأكثر عرضة للخطر، حيث تسجل الفتيات نسبة إصابة أعلى بلغت 1.4% مقابل 0.7% لدى الفتيان.
وناقش المشاركون خلال المقهى الصحفي التحديات الكبرى التي تعيق الاستجابة الوطنية، وفي مقدمتها أزمة التمويل التي تؤثر بشكل مباشر على استمرارية برامج الوقاية والعلاج والرعاية، لا سيما تلك الموجهة للفئات الهشة. وفي هذا السياق، أكد المتدخلون ضرورة تعزيز التعبئة الوطنية، وتكثيف التنسيق بين الحكومة والشركاء الدوليين والمجتمع المدني، مع منح الإعلام دورًا محوريًا في رفع الوعي المجتمعي والدفع نحو حلول مبتكرة ومستدامة.
كما شدد اللقاء على أهمية ضمان وصول جميع البالغين، ولا سيما النشطين جنسيًا، إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، بما في ذلك خدمات الوقاية، باعتبار ذلك أحد المؤشرات الأساسية لنجاح الاستجابة الوطنية لفيروس نقص المناعة البشرية، وتحقيق هدف القضاء على الإيدز كتهديد للصحة العامة بحلول عام 2030، انسجامًا مع أهداف التنمية المستدامة.
ويأتي هذا المقهى الصحفي ليؤكد مجددًا أن معركة القضاء على فيروس نقص المناعة البشرية في تشاد لا يمكن كسبها دون انخراط فعّال للإعلام، بوصفه شريكًا استراتيجيًا في نشر المعلومة الصحيحة، ومكافحة الوصم، وتعزيز التضامن المجتمعي، وحماية المكتسبات التي تحققت على مدى السنوات الماضية.
Menu
وزارة الصحة العامة في نجامينا تستضيف مقهىً صحفيًا حول فيروس نقص المناعة البشرية والتحديات الراهنة








